كل عام والجميع بالف خير

#1

سنه.jpg

ها نحن اليوم نستقبل سنةً هجرية جديدة مودعين بها سنة
ومستذكرين بها الهجرة التي هاجر بها نبيّنا محمد عليه الصلاة والسلام إلى المدينة المنوره
مستشعرين بها كلّ المشاعر الدينية والإنسانية
يصادف رأس السنة الهجرية الأول من شهر محرم
وهو الشهر الأول في التقويم الإسلامي ويحدّد هذا اليوم على أساس رؤية الهلال
والذي يستخدمه في تحديد كافة المناسبات الدينية،
ولعل هجرة النبي محمد صلّى الله عليه وسلّم هو الحدث الأهم والذي ترك بصمة في تاريخ الديانة الإسلامية
وأعطاها طابع التميز حيث هاجر سيّدنا محمد والمسلمون معه من مكّة المكرّمة إلى المدينة المنورة.
إنّ الهجرة لم تكن حادثاً مكانياً بل نقلت الإسلام من دوامة الضعف والقلة إلى القوة والكثرة
ولعلّ الأذى الكبير الذي لحق بالنبي ومن كانوا معه من المسلمين سبباً كافياً للهجرة وهروب المسلمين بدينهم من أجل الحفاظ عليه
حيث تعرض الصحابة لأصناف عدّة من التعذيب على أيدي كفّار قريش لذلك تعتبر الهجرة بذرة نواة تكوين الإسلام وتقوية جذوره.


وكان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- هو من أسّس التقوم الهجري
لأنّ أبا موسى الأشعري -رضي الله عنه- التبست عليه كتب الفاروق -رضي الله عنه- فلم يستطع تنفيذ بعضها في الوقت المحدد لخلّوها من وجود تاريخ فيها
فكتب له يطلب منه وضع تاريخ ليسهل عليه تنفيذها وتأجيلها كلّ حسب الحاجة والوقت المحدد له
وهو ما وجد فيه عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- الصواب
وفي رواية أخرى أيضاً أنّه عُرض عليه -رضي الله عنه- صكٌّ يدين به رجل لرجل ديناً يحلّ في شهر شعبان
إلّا أنّه لم يعلم -رضي الله عنه- في شعبان من أيّ سنة كان هذا الصك.
لا يوجد لبس بين الروايتين فمن المرجح أنّ كلتيهما صحيحتان
وهو ما دعاه -رضي الله عنه- في النهاية إلى جمع أصحابه لوضع تقويم جديد
فانقسم الصحابة إلى ثلاثة فرق أحدهم يقترح جعل مولد الرسول -صلى الله عليه وسلم- بداية التقوم الهجري
والآخر يقترح بعثته والأخير يقترح هجرته -صلى الله عليه وسلم- وهو الفريق الذي كان عليه عمر وعثمان وعلي -رضي الله عنهم-
، فوقت الهجرة معروف لدى الجميع لا يختلف فيه أحد مطلقاً فقال عمر -رضي الله عنه-: (الهجرة فرقت بين الحق والباطل، فأرّخوا بها وبالمحرم ولأنّه منصرف الناس من حجمهم)
وكان السبب وراء جعل محرم أوّل السنة وليس الثاني عشر من ربيع الثاني هو التاريخ الذي وصل فيه الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة المنورة
في محرم أو شهور السنّة عند العرب منذ القِدم وتغييره سيسبب ارتباكاً لدى الناس كما تمّ إصدار قرار العمل بالتقويم الهجري في الأربعاء 20 جمادى الآخرة عام 17 للهجرة.
اعادها الله علينا وعلى الامه الاسلاميه بالخير واليمن والبركه
اخوكم ابو لجين